بقلم – محمد عطية
هل ترى الحياة سوداء؟
هل تجتاحك الأفكار السيئة حول الحياة والمستقبل ،
هل تمنعك إحباطاتك من أن تفعل ما يجب عليك أن تفعله؟
هل تشعر بالعجز أحيانا أمام هذه الأفكار والمشاعر السلبية؟
هل ترى أن المجتمع والبشر والحياة سوداء
إذن عليك بقراءة هذة السطور بعناية
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:
(( إِذَا قَالَ الرَّجُلُ: هَلَكَ النَّاسُ فَهُوَ أَهْلَكُهُمْ ))
و
يقول عليه الصلاة والسلام:
(( الْخَيْرُ فِيَّ وَفي أُمَّتِي إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ))
[ رواه الحافظ ابن حجر عن أبي هريرة ]
ويقول عليه الصلاة والسلام:
(( أُمَّتِي كالمطر، لا يُدْرَى أَوَّلُها خير أَو آخِرُها ))
[ رواه الطبراني عن ابن عمر ]
وقال أبو حاتم (البشاشة أدام العلماء ، وسجية الحكماء)
نبدأ أولا من حسن الظن بالمجتمع
يجب أن نحسن الظن ببعضنا بعضاً، يجب أن نلتمس لبعضنا بعضاً الأعذار، لأقلّ شيء ما لم يعجبك، تتهمة بالضلال والانحراف ، فتجد بأسنا بيننا، كل منا يتبادل التهم مع الآخرين، ولا أحد يراعى مشاعر أحد فأرجو الله أن نحسن الظن ببعضنا، وأن نعمل على رأب الصدع، ولم الشمل ، والوصل بدل القطع، حسن الظن بدل سوء الظن.
هناك إنسان اسمه قناص، قال النبي الكريم قال:
(( تعوذوا بالله من ثلاث فواقر: جار سوء إن رأى خيرا كتمه، وإن رأى شرا أذاعه ؛ وزوجة سوء إن دخلت عليها لسنتك، وإن غبت عنها خانتك ؛ وإمام سوء إن أحسنت لم يقبل، وإن أسأت لم يغفر ))
[ أخرجه البيهقي في شعب الإيمان عن أبي هريرة ]
وهؤلاء الذين يبحثون عن عيوب الناس هم بعيدون عن الله بعد الأرض عن السما
وتنوعت النظريات التي حاولت تفسير التفاؤل والتشاؤم وتعدد الباحثون والمهتمون بدراستها وتعدد تعريفاتها وتنوعها بشكل يصعب جمعها أو حصرها ، مما أدى إلى اختلاف مفاهيم تفسيرها .
قسم هيبوقراط الناس إلى أنماط تبعا لكيمياء الدم إلى أربعة أنواع كل نوع له حياته المزاجية الخاصة ، وله الأمراض الخاصة التي يتعرض لها تبعا لتكوين الدم هذه .
وهذه الأنواع هي :
•1. الصفراوي Choleric وهو حاد الطبع متقلب المزاج .
•2. السوداوي أو الميلانكولي Melancholic وهو يميل إلى الحزن ، والنظر إلى الحياة نظرة سوداء .
•3. اللمفاوي Phlegmatic وهو بارد في طباعه جاف .
•4. والدموي Sanguine وهـو يتميز بالمرح والأمل فـي الحياة .
وهي تقابل الأمزجة الأربعة ، وصاحب المزاج السوداوي ، متشائم ، وصاحب المزاج الدموي متفائل .
وحتى تتجنب ذلك يجب أن تقى نفسك من التفكير السلبى
1– تعريف التفكير السلبى
التفكير السلبى باختصار هو التشاؤم في رؤية الاشياء ،
والمبالغة في تقييم الظروف والمواقف ،
فهو الوهم الذي يحول اللاشيء الى حقيقة ماثلة لا شك فيها. ،
وهذا على عكس التفكير الايجابي الذي هو التفاؤل بكل ما تحمله الكلمه من معان،
والنظر إلى الجمال فى كل شئ وانتظار الخير مع كل لحظة.
والافكار السلبية تجتاحنا اثر مواقف تحدث لنا في البيت والأسرة والمدرسه والعمل..
وتتزايد قوتها عندما لا نكون على ثقة تامه بأنفسنا..
و حين نكون مترددين ومهيئين للركض خلف كل انفعال عاطفي..
وجاهزين للانسياق خلف كل موقف وتبعاته من ردات فعل سلبية نظل نجتر آثارها على مدى بعيد!
والتى أغلب الاحيان لو تأملناها قليلا لتيقنا اننا كنا نضخم الامور ولا نتعامل ابدا معها بروية وموضوعية..
مشكلة هذه الأفكار السلبية أنك لا تعلم عنها ذلك..
بل تتعامل معها على أنها حقيقة واضحة ولذلك تأتى آثارها أعنف مما يجب..
مثلها مثل الغضب الذى ما أن تهدأ ثورته حتى تندم على ما فعلت , وترى أن ما حدث ما كان ليستحق كل هذه الثورة.
أسباب التفكير السلبى
أ-الانتقادات والتهكم الذي ربما يتعرض له الفرد من محيط أسرته او عمله او أقاربه.
ب- ضعف الثقة بالنفس والانسياق السريع خلف المؤثرات والانفعالات الوجدانية والعاطفية
والابتعاد عن الثبات والهدوء اللذين يمهدان لشخصية ايجابية الفكر والسلوك.
ت-تركيز الانسان على مناطق الضعف لدية ومن ثم تضخيمها حتى تصبح شغله الشاغل
ث-الانطواء على النفس والبعد عن المشاركات الاجتماعية الايجابية والتدريب على التفاعل الاجتماعي
ج-عقد المقارنات بين الفرد وبين غيره من الذين يتفوقون عليه مع تجاهله لمواطن القوة والتميز لديه
ح-المواقف السلبية المتربية لدى الفرد من صغره
خ-الحساسية الزائدة لدى البعض من النقد او من التوبيخ
د-الفراغ وكفى به داء، وكما يقال نفسك إن لم تشغلها بالخير شغلتك بالشر.
ذ-تضخيم الاشياء فوق حجمها وعدم تفهم المواقف بعقلانية وهدوء
ر-اتخاذ اصدقاء سلبيين في افكارهم ونظرتهم.
س-الخوف والقلق والتدردد يصنعان شخصية مزدحمة باالافكار السلبية
ش-مشاهدة البرامج او الافلام او قراءة مقالات تحمل طابعا سلبيا فان لذلك أكبر الأثر
ص-الاكتئاب والسوداوية في رؤية الامور والمواقف
كيف نتخلص من هذا التفكير السلبى
أ- الثقة بالنفس اولى خطوات التخلص من التفكير السلبي..
تأمل ذاتك جيدا ستجد الكثير من المواهب والقدرات التي حباك الله اياها..
لكنك تصر على رؤية عيوبك وتضخيمها وتركز على مثالبك وتتأملها وهنا يكمن الخطر
ب-الهدوء والاسترخاء أمر ضروري ومهم لاستعادة التوازن النفسي والذهني والعاطفي
ج- لابد من وجود اهداف سامية علمية وعمليه تسعى وتجد للوصول اليها فالفراغ خير صديق لكل ما هو سلبي
ح-خالط الاشخاص الايجابيين وتعلم منهم
خ-اياك والانطواء على الذات فالعزلة احيانا مرتع خصب للافكار السلبية
د-حذار من الوهم وحاول دائما ان تميز بين ما هو حقيقه وبين ما هو خيال
ذ-اياك والاسترسال مع الانفعالات واحذر من الغضب وتماسك قبل ان تقدم على أي تصرف حتى لا تعيش رهين افكار نشأت من ردات فعل متسرعه
ر-ابدأ صباحك بعد ذكر الله بابتسامة ملؤها الرضى والغبطة فلذك عظيم الأثر
ز- لاتركز على مثالبك وعيوبك، امسك ورقة وقلما واكتب نقاط القوة لديك حتما ستتغير نظرتك
س–ابتعد عن كل فكرة او خاطرة علمت مسبقا انها تقودك الى حالة سلبية
ش-ذا اجتاحتك الافكار السلبية او خاطرة تشاؤميه ابق هادئا واسترخ وتأملها بعين الموضوعيه حتما ستجد انك كنت تبالغ وتعطي الموضوع اكبر من حجمه
ان السلام الداخلي يجعلك انت وحدك من يتحكم في الموقف..
انها غاية صعبة المنال وتتطلب منا الجهد حتى نصل اليها..
فليس من السهولة ان نتحكم في مشاعرنا ونوجهها حيث نشاء..
لاننا احيانا نفقد السيطرة لقوة الموقف وصعوبته..
لكن الذين يتمتعون بالسلام الداخلي لديهم ما يمكن ان نسميه القدرة على استعادة التحكم..
فهم يتميزون عن غيرهم من الناس انهم وان كان للمواقف التي يواجهونها تأثيرا عليهم كغيرهم إلا أنهم لا يسترسلون خلف الأفكار والمشاعر السلبية..
بل سرعان ما يعيدون لأنفسهم توازنها وثباتها حتى لا تغرق في بحر التيارات الفكرية التي ربما كانت مليئة بالسلبية وما يشل حركتهم..
نوصي :
نعمل جميعا على غرس روح التفاؤل بين أبنائنا والعمل على التحلي بالتفاؤل سواء داخل الأسرة او المدرسة او في مؤسسات المجتمع عن طريق
•- الاستعاذة بالله : فالتشاؤم من وساوس الشيطان وتخويفه فإذا استعاذ بالله من الشيطان سلم من كيده قال تعالى:”وإما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله إنه وهو السميع العليم”( فصلت: 36).
•- ثم التوكل على الله: والتوكل في لسان الشرع إنما يراد به توجه القلب إلى الله حال العمل، واستمداد المعونة منه، والاعتماد عليه وحده، فذلك سر التوكل وحقيقته. والشريعة أمرت العامل بأن يكون قلبه منطوياً على سراج التوكل والتفويض والذي يحقق التوكل هو القيام بالأسباب المأمور بها فمن عطّلها لم يصح توكله.
قال تعالى {وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْراً }الطلاق3 وصدق إذ يقول {فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللّهِ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ }آل عمران159
– إحسان الظن بالله: فذلك موجب لراحة القلب، وطمأنينة النفس، فالله – عز وجل عند ظن العبد به ، فالمؤمن الحق يحسن ظنه بربه ويعلم أنه – عز وجل – لا يقضي قضاء إلا وفيه تمام العدل .فعند مسلم في كتاب الجنة باب ألأمر بحسن الظن بالله عند الموت”عن جابر رضي الله عنه أن الرسول r فال:لا يموتن أحدكم إلا وهو يحسن الظن بالله”
– الإيمان بالقضاء والقدر: وذلك بأن يعلم الإنسان علم اليقين أن ما أصابه لم يكن ليخطئه وما أخطأه لم يكن ليصيبه إلا ما كتب الله له. قال تعالى {مَا أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِّن قَبْلِ أَن نَّبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ }الحديد22
– تذكر دائما و كن متفائلاً
وارسم الابتسامة على الدمعة ، فما أصدق ابتسامتك والعين دامعة .
انظر للنصف المملوء من الكأس ولا تبالي بالفارغ منه .
كن دائماً على ثقة بأن الله يمهل ولا يهمل .
اقتنع بأن حزنك اليوم سيكون فرحاً في الغد بصبرك ، تفاءل بأن الدنيا ستفيض عليك بالفرح وتملئ أيامك بالسرور،ابتعد عن اليأس ، فما من قلب سكنه اليأس إلا ودمره
وتذكر كلام الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم ( تفاءلوا بالخير تجدوا ) وقد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم قوله: ‘بَشِّرُوا ولا تُنَفِّرُوا وَيَسِّرُوا وَلا تُعَسِّرُوا’.. وأنه ما خُيِّر بين أمرين إلا اختار أيسرهما. وفي هذا ليعلمنا أن ننظر للأمور بتفاؤل وأن نستبشر ونُبشِّر ولا نُحبَط ونيأس.